(سلأماً لك ياعراق)
في باحةِ القلبِ الحزينِ هيــامُ
والنبضُ شوقٌ والدموعُ سـلامُ
غـنّيْتُ إسمَكَ يا عراقُ بلوعـةٍ
مابيـن سُهدي والحنيـن ِ مقـامُ
ولواعجي صوب الديارِ بَعَثْتُها
عبــرَ الأثيـرِ يزُفّـهُـــنًّ حمــامُ
يا واحـــةً للسـلْمِ دامَ ربيــعُها
زهـواً فطـابتْ واستطــابَ وئامُ
يا منْ سَكَنتَ حَشاشَتي وخواطري
أمــلاً تُداعـبُ مهـجَتـي فأنـامُ
يا أيُّهــا الأحبــاب إنَّ دُعائنـــا
هُـوَ للأبــاةِ صلاتُهــمْ وصيـامُ
أقسمتُ يا بغدادُ، فيـكِ صبابتـي
والصـبُّ في هـذا الزمانِ مـلامُ
*****
أبكيكَ يا وطَنَ الجراحِ وأدمُـعي
هــي لوعـــةٌ ومـحَبَّـةٌ وغــــرامُ
يا أيُّها الوطَنَ المخضّّبَ بالدم
في الصبرِ مجدُكَ والدماءُ وسامُ
هدَّتْ صوامعَكَ السَهوكُ وخشيتي
أنْ يعقـبَ الجَنَـفَ المريـرَ غمـامُ
تُخْفي التألُّمَ فاستَخَفَّ بكَ الردى
وتمـــادَ فــي إزرائــكَ الحكّـــامُ
قدْ طالَكَ الظلْمُ المريعُ إذْ اعتلى
عرشـــاً رصينـاً قـدْ بنـاهُ عظـامُ
والشعــبُ أنْهَكَهُ الطُغاةُ بظُلْمِهٍمْ
لــم يبــقَ إلاّ غِمَّـــةُ وحطـــامُ
شعـــبٌ تلظّــى من تفاهـةِ حاكمٍ
في مدحهِ صلّى الرفاقُ وصاموا
باتـتْ جموعُ الصابـرين بمحنَةٍ
كــلٌّ علـى نغـم ِ الأنيــنِ ينــامُ
حتّـى تهــاوت للطُغــاةِ إمارةٌ
بالنَـعْلِ إذْ عـزَّ البديــلُ حسـامُ
لـن يبقَ عرشٌ بالظلامِ مكـلّلٌ
فالنــورُ يأبى أنْ يسـودَ ظلامُ
****
ودَّعتُ حُزني في رحابِ هُنيهَةٍ
فيــها توارَتْ تِلــكُـمُ الأصنـــامُ
حينَ انزوى ذاكَ الوضيعُ بحُفرَةٍ
تـأوي لهــا قبلَ الكـلابِ قمـــامُ
حينَ الحصونُ تَحَطَّمَتْ في لحظَةٍ
حُكْــمٌ تَولّــى واستـجّـدَّ نظــامُ
فيـهِ المروءةُ قدْ بـدَتْ شفّــافـةً
لا يعلـو فيـهِ الجائــرُ الـهــدّامُ
إذْ عُدْتُ شوقاً للديار ومنْ بهـا
فاضَ الحنينُ وجُنَّت الأحـلامُ
أبغي الوصالَ تَهَرُّباً منْ غربةٍ
أسعى لشيءٍ في المشيبِ يُرامُ
أنْ أقضـيَ الأيّـامَ بيـنَ أحبَّتــي
وتَضُمّنـي قبـلَ القُصـورِ خيامُ
*****
فَوَجدْتُ حُلمي كالسرابِ مخادعاً
فـوقَ التفـائُـلِ قد طَغَــتْ أوهـامُ
مافـي البـلادِ سوادٌ لا حَدودَ لـهُ
فــي بحـرِ ضيــم ٍ تقبَـعُ الأيتـامُ
للهِ درٌّ إنْ سَئِمـتُ مـنَ الأســى
ولنــارِ قلبي إن يطولُ ضـرامُ
ما أكثَـرَ الأغرابُ فيـكِ ديارُنـا
البعـضُ يجْـرُمُ والجميـعُ لِئــامُ
ما أسخنَ الأيّامُ في زمَنِ الردى
حقّــاً تضائــلَ دونَهُــنَّ سَهــامُ
والمدَّعونَ بحبِّ الأرضِ قدْ كَثِروا
ضـاعَ الحســابُ وتاهـة الأرقامُ
الـكـلُّ يسعـى أن ينـالَ غَنيمَــةً
والشعبُ يخشى أنْ يَدُبَّ خصامُ
بينَ الفصاءلِ والطوائفِ ناسفاً
عَهـداً يشُــدْنَ بصُلبــهِ الأعـوامُ
كيفَ السبيلُ الى علاكَ وفيكَ قدْ
عَظُمَ الأسى والمعضلاتُ جسامُ
علَـلٌ تناسَخَت المصائـبُ جنبَـها
قدْ هـانَ جزماً بعدَهُــنَّ جــذامُ
عَثَتْ البلادُ وما لها منْ مصلِحٍ
والأمـنُ فيـها نكتَــةٌ وكــــلامُ
والجـهلُ مـاضٍ والتَخَلُّــفُ نكبةُ
ويُشَــدُّ في عَنَــقِ النســاءِ لجامُ
فالظلمُ في حقِّ النساءِ فضاعةٌ
إنَّ الـتّحَرَّرَ صوْبَهُــنّّ حــرامُ
تبقى الوعودُ لنصرِهُنَّ خديعةً
مالــمْ تُسـنَّ لأجلهــا الأحـكامُ
في ظلِّ دستورٍ وصحوَةِ أُمَّةٍ
فيــها التَمـدُّنُ للرخـاءِ لــزامُ
*****
لا يكـرَهُ المرءُ الزمـانَ إذا بــهِ
تُرمى السيوفُ وتنبري الأقلامُ
واعلـم بإنَّ القتــلَ شـرُّ مصيبةٍ
والحـكمُ عدلاً يرتضيــهِ كــرامُ
واغـفرْ إذا الرحمنُ منَّ بعطفهِ
واصبـرْ إذا لمْ تَنصفِ الأيّـامُ
وارفضْ لظُلمٍ أنْ يكونَ مبرَّراً
فالـعدلُ حـقٌّ إنْ تشــاءَ يُقــامُ
قصيدة قريتها وتأثرت بيها وحبيت انقلها لكم
تحياتي...................................