إلى طغاة العالم
أبو القاسم الشابي - تونس
ألاّ أيّهــا الظـــالمُ المســـتبِدُّ
حـبيبُ الظــلامِ، عـدوّ الحيــاهْ
سخرتَ بأنّــات شـعبٍ ضعيـفٍ
وكـفُّك مخضوبــةٌ مــن دمــاهْ
وسرتَ تُشــوِّه سِــحْرَ الوجـودِ
وتبــذرُ شوكَ الأسـى فـي رُبـاهْ
**********
رُوَيـدَك! لا يخــدعنْك الــربيعُ
وصحوُ الفضـاء، وضـوءُ الصبـاحْ
ففـي الأفُـقِ الرحـبِ هـولُ الظـلام
وقصفُ الرعـودِ، وعصـفُ الريـاحْ
حــذارِ! فتحـت الرمـادِ اللهيـبُ
ومن يبـذرِ الشـوك يجـنِ الجـراحْ
**********
تـأمل! هنـالك.. أنّــى حـصدتَ
رؤوسَ الـوَرَى، وزهـورَ الأمـلْ
ورويَّــت بـالدمِ قلـبَ الـترابِ
وأشْــربتَه الـدمعَ، حـتى ثمِــلْ
سيجرفُكَ الســيلُ، سـيلُ الدمـاءِ
ويـأكلُك العـــاصفُ المشــتعِلْ
[ 7و8 أبريل / نيسان 1934 ، 23 ذو الحجة 1352 ]