تغير يا صديقي مستواها
كأني ما لثمت لها شفاها
وكم كانت تهاتفني شهورا
وتحلم أن تراني أو أراها
تتابعني وتسأل أصدقائي
ومن سنوات ترصدني خطاها
فأتعبها الوصول إلى طريقي
وكم عانت لكي تلقى مناها
ولما قابلتني صارحتني
وأقسمت اليمين أنا فتاها
واسمي في حقيبتها حجاب
يؤطر صورتي فيها شذاها
* * *
ولما استدرجتني علقتني
فأفنيت الليالي في هواها
سقتني من عصير السحر كأسا
فلم أخضع لساحرة سواها
تآلفنا تمازجنا التحقنا
بنار أحرق الدنيا لظاها
كحارسها لما تبغيه أجري
وأخترق المحال إلى رضاها
سياط الشك تجلدني وقلبي
هوى في بئر غيرته وتاها
أحالتني بقلعتها أسيرا
فإن قاومت تلسعني عصاها
* * *
فقال الناس خادمها المطيع
أذلته فنالت مبتغاها
وكم من قبلك اصطادت نجوما
لكي تسمو الأميرة في سماها
أتى يوم به استرجعت عقلي
وخيل كرامتي رفعت لواها
وحطمت القيود وقلت كلا
واسدلت الستار على هواها
فزلزلت الزلازل فوق رأسي
وهب الناس رعبا من نداها
وقالت إنها صقلت وجودي
وإني صخرة لولا يداها
* * *
وأني كنت أرصدها شهورا
وأستجدي اللقاء لكي أراها
تعيرني بعار ليس عاري
بقلب أحرقته على لماها
وعام مر واليوم التقينا
بحفل فيه تاجرها رماها
وتاجرها خبير بالنساء
وزير لا ينافس أو يضاهى
ومن عجب يقدمني إليها
فترفض أن تصافحني يداها
وتسحبه ويسحبها وأمضي
ولا أدري اشترته أم اشتراها